الأربعاء، 22 أغسطس 2012

"أنتَ لا تستحقُ البقاءْ"

بعدستي
بعيدا عن ضوضاء المدينة "عمان" و أزمة سيرها، إلى الشمال الوجهة ربد"..

تدقُ الشمس أشعتها الحادة كمسمار طويل استطاع أن يصل إلى مكان بعيد في السماء، هنيهات قبيل الوصول لم يكن في السماء سوى تلك المسماير الصفراء التي خيّل لي بأنها اخترقت الجبال!

توقفْ!
لم تكن هذه هي الصورة الكاملة، لم أصفْ لكم ما كان يبعد عنا ب20 كم! 

مذبحة! 
175 شخص قتلوا في الوقت ذاته الذي كان الوقت صافياً هنا! 
لم يسمعْ البقية صراخَ الأطفال،كان يهمهم أكثر أن يغطّي المكان صوت عواء المسجّل خوفاً من أن يلامس سمعهم -الذي بدا لي معدماً- لكني سمعته، شتتني و أعادني مرات عديدة!
و في تلك المنطقة ناحتْ الأرامل، صمٌ كان البقية من حولنا، لكن نواحها كان تحديًا، قوية جدا كانت نظراتهن.

منزل اللاعب الفلاني و الشخص الفلاني الذي اعتلى على رأس الجبل قبيل "اربد"..لم تبعد عنه أطلال المنازل التي فاحتْ منها ريح مسك من دم طفلة، و الشوارع التي تحاول أن تنتشل نفسها و تهتف مع الثوار تارة و تقلب دبابة تارة لم تكن بعيدة.

الأحراش و غابات الأمراء، و الشجر المحترق و الزهور الذابلة شكلت لوحة من التناقض! 

لم أكن بعيدة عن هناك، كبّلني همْ! أوشكوا أن يسلبوا لي صوتي الذي كان يردد طول الطريق "يلعن روحك يا حافظ".

لم أكن بعيدة أبداً! و هذا ما كاد يقتل ما تبقى لي من قوة!
و أنتَ لست ببعيد و لا أنتِ! 
فليكن قلبك هناك و لسانك يلهف بالدعاء، فلعل ذلك يخفف تأنيب الضمائر -لمن بات لهم ضمير-، أو لعله يشفع لنا يوماً حين تحاسبنا كل الاشياء دموع و دماء ،وتصمنا أصوات الثكلى و الأرامل!

(إن لم تكن إنسانًا* فانت لا تستحق البقاءْ)

دمتم بشراً!!

كتبتها لكم:
دانة ياسين 
21-8-2012
3 شوال 1433

*يقتضي على الإنسان -الطبيعي- أن يهتز إذا ظلم أخوه، و ينتفض إذا انتهكت المحارم.

الأربعاء، 27 يونيو 2012

طائر أنت..أجل!

حلّق و ارتقِ بعيداّ، عالياّ حيثُ تربَّعَ المجد والحرية معاً! لنحلق جميعاً لأجل أمتنا فقد باتت تحتاج
لمن يحلق في فضائها المديد فلن نعيد مجداً دون أن نصعد إليه..
و لتحلق أنت يا قملي فما باتت تحكمنا قيود أبدا!

"كانَ حُلُماً صَارَ هَدَفاً"

هي ذي الكلمات التي تختزل قصة إنشاء مدونتي..

* كان حلماً: أجل كبقية الأحلام التي تنتظر أن ترى نور الواقع.

* صار هدفاً: و انتقل حلمي من خلد الاحلام إلى مصنع الأهداف، و بفضل المولى أراه واقعاً.

على أعتاب حلمي الواقعي الذي ما كنت لأراه لواكم:

مولاي و خالقي..لك الحمد حتى ترضى و لك الحمد إذا رضيت و لك الحمد بعد الرضى.

والديّ..كنتم منارة الهدى دوماً، زرعتم ما زرعتم و أحسب أن الزرع قد أينع و حان قطافه،
        هي ذي كلماتي القاصرة تعجز ثانية أمام كل شيء قدمتماه لي، كل ما يمكنني أن أفعل
        هو أن أعاهدكم أن أبقى "دانةً" مهما اشتدت الظلمات في القاع! و أن أعمل كمنارة تهدي
        الضال إلى طريقة بفضل المول جل و علا.

أخواتي و أخي الصغير الطاقة التي تملؤ الدنيا، حتى أن كل منكم يحمل من اسمه الكثير!
        بدور في زمن عز فيه أن ترى بدراً منيراً!، ديمة سحابة الخير الممطرة عطاءً
       ، سلام في معمعة الظلم و الحرب ، و بدر بإذن الله هو بدر الأمة.

صديقاتي: كنتن لي عوناً من حيث تحسبن أو لا تحسبن، كل الطاقة التي مدتها أياديكن، و بريق الأمل
            الذي زرع نصب أعيننا جميعا كنتن : أعمدة الهدى و نور الايمان و مرام النصر القريب
            وعلا الأمة و رؤى الخير و انجي السعادة و ثناء الحق، كانت معي دوماً أختي ميساء الوطن..
            مصممة البانر نور تميمي جزيت خيراً

مدونتي لم تكن لولاك أيها القارئ، هي لأجلك، بل لأجلنا جميعاً..

مدونتي إهداء لك : "أمّتي"

إخوَتي حَلَّقْ لنَرقى..فطريقُنا بات مُخْضَرّاً